الة الزمن
تلك الآله العجيبه التي تبحر بنا في الأزمان المختلفه لنرى ما فعله الأجداد او ما سيفعله الأحفاد
وقد اسعدني الحظ للوصول لهذه الآله ‘ تملكني الفضول لتجربة رحله عبر الزمن ‘ ولكن الى اي زمن اذهب ‘ هل الي الماضي ‘ لكني علمت كل ما به من خير او شر‘ انما المستقبل والمجهول هو ما شغل عقل الإنسان منذ الأذل ‘ ترددت قليلا ثم اخذت القرار ‘ هيا الي المستقبل ...وهذا ما كان
تتكون الة الزمن من كره ذهبيه داخلها مقعد واحد وامامه شاشه وعدة ازرار واذرع لضبط سير الرحله
وبدون الدخول في تفاصيل علميه لكيفية عملها ادرت الآله ‘ وحركت ذراع الزمن للأمام لأقصى حد ممكن ولكن شيء لم يحدث فجأه تألقت الغرفه بمجموعه من الألوان ‘ صوت قوي يشبه صوت الرعد يصاحبه ارتجاج شديد ‘ بدات احس بدوار وفقدان تدريجي للوعي ‘ وفجأ هدأ كل شيء
بدأت استعيد وعيي بشكل تدريجي وتبدد السكون تدريجيا ليحل مكانه مجموعه من الهتافات فتحت عيني لأجد نفسي ملقى على الأرض في بقعه مظلمه بالقرب من ميدان عام تسير به جموع من الناس منهم من يحمل يافطات و من يرفع شعارات ‘انقبض قلبي ووضعت يدي على رأسي اتحسس موضع جرح قديم اصبت به في مظاهره ‘
التفت حولي فلم اجد من ينظر ناحيتي ‘ اقتربت من الحشود ‘ لم اجد من يطاردهم او يحيط بهم من جنود وخلافه ‘ اقتربت اكثر لأرى الوجوه ‘ انها مبتسمه خاليه من علامات السخط او الرفض ‘انهم يهتفون باسم زعيم يرفعون صوره له - شاب في بداية العقد الرابع من عمره يحيط به العديد من المؤيدين- لم افهم دور هذا الرجل وما سر الحب الغامر له ‘ ولكني لمحت بعض لافتات تحمل هذه الجمله
"2120 ثورتنا لنا"
اذن قد قامت ثوره في ذلك العام ولعل هذا الرجل هو قائدها
ولكن في اي زمن اكون ؟
اقتربت من احد الشباب المتحمسين وقلت له "ان من الجيد ان يذكر الناس هذا الرجل" فرد بثقه "ان لهم الحق في ذلك فلولاه لأستمر الخراب حتى الآن " ثم سكت قليلا واردف قائلا "خمسون عاما مضت لم تشهد البلاد نهضه مثلها على مر العصور والفضل لذلك الرجل"
تركته يمضي مع الناس و توقفت قليلا ثم تبعتهم
الان قد اتضحت الصوره ‘ انها احتفاليه شعبيه بمناسبة عيد لثوره
ولكن ماذا حدث منذ زماننا حتى تلك الثوره لم اكن اعرف حتى سقطت عيني على لافته اخرى تحمل صوره لنفس الرجل وهو يخطب في حشود من الناس وباسفل الصوره هذه العباره " لا وصايه اجنبيه "
لولا مشاهدتي لكم التغيرات التي في الطرق لششكت ان الزمن عاد للخلف
اردت ان اسأل من حولي عن ماذا حدث في مصر خلال تلك الفتره و لكني خفت ان ينعتني احد بالجنون ‘حاولت ان استرق السمع وافتش بعيني لعلى اصل الى معلومات تخبرني عما كان من احداث
فعلمت ان هذه المسيره سوف تصل الي احدى الميادين حيث سيخطب الرئيس خطبه هامه بمناسبة العيد الخمسين للثوره وسمعت مما سمعت ان من الحاضرين عالم مصري لم استطع ان اسمع اسمه بدقه ولكني علمت انه عائد من السويد بعد حصوله على جائزة نوبل
دارت معظم الكلمات الملقاه عن دور الثوره ‘ وتحدثوا عن الوضع المتردي للبلاد حينما كانت وسيلة الحوار هي البندقيه ‘ وحكم البلاد اصبح وسيله لتحقيق الأطماع
و ضاع الحق بين حكم مستبد و معارضه طامعه او عميله و لا يمنع الأمر ان يتبادلوا الأدوار فتكون المعارضه هي الحاكمه و الحكام معارضين ‘
وتدخلت دول اجنبيه في البلاد نحت عدة مسميات مثل حماية الأقليات التي لا يعلم احد من هم ‘ وبين قوات لحفظ السلام ‘ ودول اخرى تساعد على العنف لتحقيق اطماعها ومصالحها
وكان كل ذلك العنف تحت رعاية دول طامعه في مصر التي اصبح شعبها يعاني من الصراعات ‘ شعب ياكل في بعضه عاجز عن الحراك لأكثر من ثلاثين سنه سبقت الثوره
ووسط تلك الظلمه الحالكه خرج رجل قد عرفه الناس و احبوه فالتفوا حوله وثار الشعب على نفسه وتحرر من كل عميل خائن اودخيل وانتهى عصر الظلام و هدأت البلاد وبدا عصر جديد من التنميه و التطور الذي عم كافة المجالات وهو ما وضع مصر في مقدمة الدول
وعند الحديث عن التطور اعطيت الكلمه للعالم المصري الحائز على جائزة نوبل بعد اكتشافه لسلوك الإنفلوانزا في التخفي و وضع تركيبه دوائيه تستخدم للتطعيم ضد هذا المرض ‘ وهو اول دواء ينشر حول العالم بتصريح من شركه مصريه‘ وقد اثنى على البحث العلمي في الفتره الأخيره وهو الأمر الذي دفع بعض مراكز الأبحاث العلميه بنقل مقارها لمصر
والغريب ان هذا العالم لم يغادر مصر سوى لألقاء بعض المحاضرات في الجامعات العلميه فقط
سعدت بهذه ولكنها لم تستطع ان تزيل خوفي على مستقبل مصر
هل سنسقط في هذه الدائره من الصراعات؟
هل سنكون نسخه جديده لعراق اليوم ولبنان الأمس؟
تمنيت ان يكون هذا حلم او هذيان
لا اعرف
لكني خائف