Thursday, February 15, 2007

الإعلام الهادم


الأعلام بمختلف صوره هو سلاح ذو حدين فقد يكون وسيله لاصلاح مجتمع و حشد الجماهير تجاه فكره بناءه او قد يكون اداه لتدمير القيم وهدم الجتمع

ما رأيكم في المستوى الذي وصل اليه اعلامنا المصري والى اي نهايه يقودنا

منذ مده وانا قد ضقت ذرعا بثقافة التافهه التي حطط علينا من وسائل الأعلام خاصة القنوات الفضائيه التي انحصر مضمونها في خدش الحياء بمختلف الاساليب من برامج و افلام و بالطبع الكليبات العاريه وكله تحت مسمى الجرأه الإعلاميه وهي كلمة حق يراد بها باطل

ومنذ عدة ايام شاهدت برنامج كان بمثابة القشه التي قصمت ظهر البعير-وسيتضح انها شيء اثقل بكثير من القشه- ، كان هذا البرنامج هاله شو على قناة روتانا سينما للمذيعه هاله سرحان ذات الضحكات المستفذه و الأسلوب السوقي الذي لا يرقى الي اسلوب امرأه مثقفه يعتقد انها حاصله على الدكتوراه - وهي اعلى درجه علميه يصل لها طالب الدراسات العليا- وكان عنوان هذه الحلقه هو فتيات الليل
ولمن لم يشاهد هذه الحلقه اصف له احداثها
قامت مذيعة البرنامج هاله سرحان بأستضافة عدة بنات يفترض انهن فتيات ليل وكان محورالأسئله الموجهه لكل فتاه هي
كيف اصبحت فتاة ليل و متى ؟
ما هو متوسط دخلك ؟
لماذا تسيريي في هذه الطريق ؟
هل تعلم اسرتك بما تفعليه ؟
ناهيك عن بعض الأسئله التي تخدش الحياء من شاكلة
انت عارفه الناس في الشارع بيسموكي ايه ؟؟
تتحدث احدى العاهرات عن بدايتها قائله "وحنا قاعدين بنسكر خالاني مدام فقولت خلاص بقى ومشيت في المشوار ده" فتتنبه المذيعه العبقريه لتسأل سؤال ينم عن سفاله وهو "خلاكي مدام ازاي احكيلي"؟
و كلما قصت العاهرات موقف من حياتهن في عالم الدعاره يتبع هذا الموقف بالعديد من المشاهد الخليعه من الأفلام العربيه
ولم يقدم البرنامج معالجه لهذا الموضوع اواي حلول او مخرج لهذه المشكله المتفشيه في المجتمع المصري -على حد قول المذيعه- ولكن كل ما اظهره البرنامج ان الفساد و الانحلال والبغي اصبح شيء طبيعي في المجتمع المصري , وياليت الامر كان بدون هذه الفظاظه و جرح الحياء بقصص العاهرات
فما الفائده من اجلس امام التلفاز اشاهد عاهره تتحدث عن نفسها بكل زهو و بجاحه

ولم يتوقف الأمر عند هذه النقطه و لكن ما زاد الطين بله ما كشفته قناة المحورعن قيام قناة "روتانا سينما" بتأجير فتيات لأداء أدوار العاهرات في برنامج هلا شو مقابل مبلغ ربعمائة جنيه
حسب اعتراف تلك الفتيات في البرنامج
كما يتضح هنا
1
2

وبغض النظر عن صدقهن او كذبهن فمن تبيع شرفها لتقول انها عاهره مقابل ربعمائة جنيه من الممكن ان تفبرك كل هذه القصه و انها غرغر بها مقابل خمسمائة جنيه , وما تزال هذه القضيه امام النيابه للتحقيق فيها لذلك لن اتسرع باطلاق اي اتهامات حتى يفصل في القضيه

هذا هو اعلامنا اعلام الجنس و الفضائح قد تحول من اعلام هادف الى اعلام هادم
هادم للقيم مدمر للمجتمع و كله تحت شعار حرية التعبيرو رفض الرقابه
وحرية التعبير و رفض الرقابه حسب رؤيتي هي رغبه من مروجي هذه الكلمات لنشر ثقافة البورنو كما في الفضائيات الأوربيه و الامريكيه رغم انها في هذه الدول محكومه بقنوات معينه وسن معين بينما في دولنا العربيه الامر مفتوح على مصراعيه فبينما انت تشاهد مباراه لكرة القدم تجد اعلان عن الفياجرا باسلوب وضيع لا احب ان اصفه لأن هناك فتيات يقرأن هذا الموضوع ، او بينما انت تشاهد برنامج ما تجد اعلان يعلن عن مجموعة اعشاب للضعف الجنسي و البرود الجنسي وما شابه

ما لغرض من تدمير اخلاق المجتمع و مسح كلمة الحياء من قاموس الكلمات العربيه ومن ثم اغراقه في الشهوات وتتفيه الشباب وجعله منشغل بالركض خلف الشهوات
وما الغرض من جعل الفتاه لا يحمر وجهها خجلا عندما تسمع حوارات عن الجنس

و قد يرد البعض انه لا حياء في العلم ولا حياء في الدين
انا لا اعرف من اين جائت هذه الجمله فمن ما ذكر عن الرسول - ص
إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء
الإيمان بضع وسبعون شعبه فأفضلها لا إله إلا اللّه وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان
إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت

فكيف لا حياء في الدين , اما العلم فله اماكنه بين حجرات العلم المتخصصه

وختاما ومن هنا اعلن حمله بلوجريه ضد كل ما يخدش الحياء اويدمر الأخلاق
وأأمل في تضامن كل المدونين في هذه الحمله وسماع ارائهم
ولنا عوده
.
.